آداب المجالس 1
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.. }، وقال: { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ..}.
لقد وضع الإسلام منهجاً مثالياً للحياة السعيدة، وذلك بتنظيم العلاقات بين الناس على مختلف مشاربهم الاجتماعية، ووضع لنا آداباً في كيفية التعامل مع الآخرين ومن هذه الآداب:
(آداب المجالس).. وسوف ألقي الضوء - بعون الله - في هذه الحلقات القليلة على بعض ما هداني الله إلى معرفته من هذه الآداب، والله الموفق وهو يهدي السبيل.
وقد كان منهجي في البحث أولاً التعريف بالموضوع، وسبب اختياري له، ثم البحث عنه في كتاب الله ثم في سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ثم في كتب متفرقة؛ لتحقيق الفائدة من التجارب العملية للعلماء والكتاب القدماء والمعاصرين.
وقد قمت بعرض الموضوع مقسماً إلى عدة أقسام: المقدمة، ثم التعريف اللغوي والقرآني للمجالس، وبعد ذلك عرض الأنواع المختلفة للمجالس بأحكامها المتباينة، ثم استعرضت آداب المجالس من الكتاب والسنة، ثم أفردت فصلاً عن المجالس النسائية، ثم ختمت بحثي بإثبات نتيجة استبيان قمت بعمله وتوزيعه على شريحة من الأخوات الحريصات على حضور الدورات العلمية؛ لربط الموضوع النظري بالواقع العملي، وذيلته بخاتمة استعرضت فيها نتائج البحث التي توصلت إليها..
أولاً: التعريف اللغوي: ما هي الآداب؟
جمع أدب، وفي معنى الأدب قال الفيرزأبادي: الأَدَبُ، مُحَرَّكَةً: الظَّرْفُ، وحُسْنُ التَّناوُلِ، أَدُبَ، كَحَسُنَ، أدَباً فهو أدِيبٌ، ج: أُدَباءُ. وأدَّبَه: عَلَّمَه، فَتَأَدَّبَ واسْتَأْدَبَ. وقال الشيخ الإمام محمد بن أبي بكر الرازي: أدب-(أدُب) بالضم أدباً بفتحتين فهو (أديب) و(استأدب) أي (تأدب).
و ماذا تعني المجالس؟
المجالس: جمع مجلس وفي معناه. قال الفيروز أبادي: جلس يجلس جلوساً ومجلساً، كمقعد، وأجلسته.
والمجلس: موضعه، كالمجلسة.
ثانياً:المجالس في الكتاب والسنة:
المجالس في القرآن الكريم ذكر الله (المجالس) في موضع واحد في القرآن الكريم في سورة المجادلة: قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
قال قتادة: نزلت هذه الآية في مجالس الذكر، وذلك أنهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلاً ضنوا بمجالسهم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرهم الله أن يفسح بعضهم لبعض.
و قال السعدي في تفسير هذه الآية:هذا أدب من الله لعباده، إذا اجتمعوا في مجلس من مجالس مجتمعاتهم، واحتاج بعضهم، أو بعض القادمين للتفسح له في المجلس، فإن من الأدب أن يفسحوا له، تحصيلاً لهذا المقصود. وليس ذلك بضار للفاسح شيئاً، فيحصل مقصود أخيه، من غير ضرر يلحقه. والجزاء من جنس العمل، فإن من فسح لأخيه، فسح الله له، ومن وسع لأخيه، وسع الله عليه.
[ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا ] أي: ارتفعوا وتنحوا عن مجالسكم، لحاجة تعرض.
[ فَانشُزُوا ] أي: فبادروا للقيام، لتحصيل تلك المصلحة.
فإن القيام بمثل هذه الأمور، من العلم والإيمان، والله تعالى يرفع أهل العلم والإيمان، درجات بحسب ما خصهم به، من العلم والإيمان.
[ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ] فيجازي كل عامل بعمله، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
و في هذه الآية، فضيلة العلم وأن زينته وثمرته، التأدب بآدابه، والعمل بمقتضاه.اهـ.
وقال ابن حجر: قيل إن ذلك خاص بمجلس النبي - صل ى الله عليه وسلم - وعن الحسن البصري: المراد بذلك مجلس القتال. وذهب الجمهور إلى أنها عامة في كل مجلس من مجالس الخير. اهـ.
المجالس في السنة المطهرة:
وردت كلمة "المجالس" في كتب الحديث المشهورة أربعاً وعشرين مرة، وسوف نورد معظمها - إن شاء الله - مفرقة حسب ما يناسبها من موضوعات البحث، وعلى سبيل المثال ما أخرجه ابن سعد عن محمد بن كعب قال: كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا نهض إلى بيته بادروه فأخذوا المجالس فلا يعرف ذلك في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يبسط يده إلى الطعام استحياء منهم فعتبوا في ذلك، فأنزل الله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ ..} الآية.
ثالثاً: أنواع المجالس:
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المجالس ثلاثة: سالم وغانم وشاجب".
تنقسم المجالس إلى:
1- مجالس عامة: وهي التي تعقد في الأماكن المباحة للجميع، ويُدعى إليها الناس جميعاً دون تفريق بينهم. مثل مجالس المساجد، ودور العلم، ونحوها.
2- مجالس خاصة: وهي التي يدعى إليها عدد معين من الناس، يربطهم رابط واحد ويجمع بينهم شيء يلتفون حوله ويجتمعون عليه، مثل مجالس العائلات والأقارب، ومجالس الأصدقاء المعينين، ومجموعة المسؤولين عن أشياء معينة كمجالس الإدارات، ومجالس الشركات، ومجالس الجمعيات ونحوها. وهذه بدورها تنقسم إلى مجالس، منها:
1- مجالس مستحبة.
2- مجالس محرمة.
3- مجالس منهي عنها.
4- مجالس جائزة بشروط.
ولكل مجلس من هذه المجالس آداب خاصة به يجب معرفتها والعمل بها.
من المجالس المستحبة:
1- مجالس تعليم القرآن الكريم وتلاوته:
وهذه ولله الحمد منتشرة في مساجدنا وفي مدارس تحفيظ القرآن، في كل حي من أحيائنا، وهي مجالس تحضرها الملائكة، كما جاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - : "ما جلس قوم في مسجد من مساجد الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. ومن أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله أهلين من الناس" قالوا ومن هم يا رسول الله؟ قال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" رواه أحمد وابن ماجة والنسائي.
و من آداب مجالس القرآن: أن يستقبل الجالس القبلة، وأن يكون على طهارة، وأن يستحضر في قلبه خشية الله وعظمته، وأن يخشع وهو يرتل آياته، وأن يتدبر معانيها، وإذا كان المجلس في المسجد يحرص على دعاء دخول المسجد بعد أن يدخل برجله اليمنى فيقول: "باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك". وإذا خرج يقدم رجله اليسرى، ويقول: "بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك".
2- مجالس الذكر: فإن ذكر الله يوجب خشوع القلب وصلاحه ورقته ويذهب بالغفلة عنه قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
و قال الله عز وجل: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }، وقال تعالى: { وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ }، وقال الله تعالى: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }، وقال تعالى: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}.
و قال العرباض بن سارية: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون.
و قال ابن مسعود: نعم المجالس المجلس الذي تنشر فيه الحكمة، وترجى فيه الرحمة، هي مجالس الذكر.
و شكا رجل إلى الحسن قساوة قلبه فقال: أدنه من الذكر، وقال: مجلس الذكر محياة العلم، ويحدث في القلب الخشوع.
القلوب الميتة تحيا بالذكر كما تحيا الأرض الميتة بالقطر:
بذكر الله ترتاح القلوب
ودنيانـا بذكــراه تطيب
وأما الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة فبما يحصل في مجالس الذكر من ذكر عيوب الدنيا وذمها والتزهيد فيها، وذكر فضل الجنة ومدحها والترغيب فيها، وذكر النار وأهوالها والترهيب منها.
وفي مجالس الذكر تنزل الرحمة وتغشى السكينة وتحف الملائكة ويذكر الله أهلها فيمن عنده، وهم قوم لا يشقى بهم جليسهم، فربما رحم معهم من جلس إليهم وإن كان مذنباً، وربما بكى فيهم باك من خشية الله فوهب أهل المجلس كلهم له، وهي رياض الجنة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا" قالوا: وما رياض الجنة ؟ قال: "مجالس الذكر".
3- مجالس العلم:
وهذا النوع من المجالس ـ ولله الحمد ـ تمتلئ به مساجدنا ودور التعليم الشرعي في كل أنحاء الأمة الإسلامية. ومن أمثلتها المشرفة هذه الدورات العلمية العامة التي جُمِع لها نخبة من العلماء وأساتذة الجامعات وطلاب العلم المجتهدين لتدريس الراغبين في طلب العلم الشرعي، وتحُقق - ولله الحمد - نجاحاً يتزايد كل عام؛ وذلك لما للعلم من فضل عظيم، قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (المجادلة:11).
وفي الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"، وعن صفوان بن عسال رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب"رواه الإمام أحمد وابن ماجة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة"رواه مسلم.
4- مجالس المتحابين في الله:
يقول الله تبارك وتعالى- في الحديث القدسي - :"وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين في وللمتزاورين في وللمتباذلين في".
ويقول: "المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء".
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن من عباد الله عبادا ليسوا بأنبياء، يغبطهم الأنبياء والشهداء" قيل: من هم لعلنا نحبهم؟ قال: "هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا انساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس" ثم قرأ: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
لذا لزم الأخوة في الله الحرص على أوقات بعضهم فلا يضيعوها، وعليهم أن يحاولوا الاستفادة من كل لحظة تمر بهم، وليكن أحدهم مرآة أخيه فينصحه ويدعوه إلى الخير ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
ثانياً : من المجالس المحرمة:
1- مجالس الخمر والغناء والمجون:
وهذه المجالس تنتشر في المجتمعات البعيدة عن الإسلام كما تعرض بصورة مستمرة في أجهزة الإعلام الهابطة، ولا يعلم الكثير أن مجرد النظر إليها يسب ب قسوة القلب واستمراء المعصية، ناهيك بالاشتراك فيها - نسأل الله السلامة -. قال ابن القيم يصف تلك المجالس:
(قلوب هناك تمزق، وأموال في غير طاعة الله تنفق،.. قضوا حياتهم لذة وطربا واتخذوا دينهم لهوا ولعبا.. مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن. لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك له ساكناً ولا أزعج له قاطناً حتى إذا تلي عليه قرآن الشيطان وولج مزموره سمعه؛ تفجرت ينابيع الوجد عن قلبه على عينيه فجرت، وعلى أقدامه فرقصت، وعلى يديه فصفقت، وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت، وعلى أنفاسه فتصاعدت..).
وعن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير" صححه الألباني.
والذي يجب علينا نحو هذه المجالس: أن نبتعد عنها كما نبتعد عن النار، ولا نقربها، ولا نجالس أهلها، ولا ندخلهم بيوتنا لا بأنفسهم ولا بصورهم، فإن رؤيتهم تُقَّسي القلب، وهذا لا يمنع أن ندعو لهم بالهداية والبصيرة بطريق الحق وأن يكتب الله لنا ولهم النجاة مما هم عليه قبل فوات الأوان. كما لا يمنع ذلك أن نحذر من شرورهم وندعو إلى البعد عن مجالسهم كل من لقينا من المسلمين.
2- مجالس الغيبة والنميمة: وهذه تتكرر كثيراً ولا يدري أكثر الحاضرين فيها مغبة ما يفعلون. قال تعالى: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا }، عن أبي هريرة أنه قيل: يا رسول الله ما الغيبة؟ قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته" صححه الألباني.
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول ا لله - صلى الله عليه وسلم - : "لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم" صححه الألباني.
وقد نهى عن الغيبة في المجالس، وحذر من عقوبة الله عليها في الدنيا قبل الآخرة، فعن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :"يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته".
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "كل المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ودمه، حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" صححه الألباني. .
فعلى من حضر مجلساً وسمع فيه غيبة أحد أن يرد غيبة أخيه المسلم ولا يشترك مع الخائضين في أعراض الناس. فقد روى سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حمى مؤمناً من منافق أراه بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن رمى مسلماً بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال" حسنه الألباني.
ولنا في سلفنا الصالح قدوة: قال وهب: "نذرت أني كلما اغتبت إنسانا أن أصوم يوماً فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة".
وقال ابن المبارك: " لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والديّ؛ لأنهما أحق بحسناتي.
للموضوع صلة
- المقالات المنشورة تعبر عن رأى كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأى لها أون لاين
تعليقات
إرسال تعليق